لواء مهندس أركان حرب أحمد حمدى
فى عام 1971 كلف بتشكيل وإعداد لواء كبارى جديد كامل والذى تم تخصيصه لتامين عبور الجيش الثالث الميدانى .
قام بتشكيل وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور وكان معظمها
تصنيعا محليا وكان له الدور الرئيسى فى تطوير الكبارى الروسية الصنع لتلائم
ظروف قناه السويس .
أسهم بنصيب كبير فى تجارب التغلب على الساتر الترابى ” خط بارليف ” وقام
بجهود ضخمة لتأمين عبور الجيش الثالث الميدانى وكان يعى تماما المصاعب
والمشاكل التى ستواجه وحدات الجيش الثالث لصعوبة ظروف القناة فى القطاع
الجنوبى ( منطقة السويس )
وكلف أيضا بتجهيز مناطق أمامية على طول قناة السويس لتمركز وحدات الكبارى
وهى مناطق جهزت بعشرات المئات من الحفر للعربات والمعدات والملاجئ
والتحصينات والخنادق والدفاعات ، وتقدر أعمال الحفر فيها بحوالى 4 ملايين
متر مكعب
واستطاع البطل بالفعل أن يدرب وحدات كبارى الجيش الثالث على أعظم عمليات
العبور وأعقدها فى الحرب الحديثة والتى شهد لها العالم بأسره.
عندما أعلنت ساعة الصفر وعند بدء تحرك وحدات الكبارى إلى قناة السويس
للعبور ، طلب بدوى من قيادة الجيش التحرك شخصيا من مقر قيادته إلى قناة
السويس ليشارك أفراده فى العمل من أول لحظة ولكن جاء الرد بعدم الموافقة
لضرورة وجوده فى مقر قيادتة للمتابعة والسيطرة علاوة على الخطورة على حياته
ولكنه أخذ الموافقة وتحرك باتجاه قناة السويس بعد وقت قصير من بدء المعركة
واستمر طوال ليل 6 أكتوبر بلا نوم ولا راحة ينتقل من معبر إلى آخر حتى
اطمأن إلى بدء تشغيل معظم المعابر والكبارى .
وفى يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك بجوار جنوده فى إعادة إنشاء أحد الكبارى
من أجل عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير ودعم المعركة ، أثناء ذلك
ظهرت فجأة مجموعة براطيم فارغة متجهة بفعل تيار المياه إلى الجزء الذى تم
إنشاؤه من الكبرى معرضة هذا الجزء لخطر التدمير وبسرعة بديهة وفدائية قفز
إلى نافلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبرى وقادها بنفسه وسحب بها
مجموعة البراطيم وتم إبعادها عن منطقة العمل ثم عاد لمباشرة استكمال عملية
تركيب الكوبرى بجوار جنوده رغم استمرار القصف الجوى من طائرات العدو وقصف
المدفعية وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبرى أصابته إحدى الشظايا
المتطايرة وهو بين جنوده واستشهد في الحال فى 14 أكتوبر 1973
رحم الله الشهيد البطل احمد حمدي وأسكنه الله فسيح جناته