صديقتي ..... لم تعد كذلك

بنوتة حبوبة 46 19/06/2012

هل يوجد شئ اسمه
"الصداقه" في هذا العالم ؟... لا يوجد شئ بهذا الاسم ... لقد بحثت طويلا
فلم اجد ... لم أجد الصداقة إلا في القصص الخياليه ... لم اجد الصداقة إلا في دروس
القراءه اتي ندرسها في المدارس ... لا تصدقوني .... إذن اسمعوا قصتي ولتحكموا هل يوجد
شئ اسمه صداقه ام لا ؟؟

" مع بداية دخولى الجامعة قالت لي خالتي
:"لا يوجد شئ اسمه صداقه حقيقية ..."

قلت لها :" بل يوجد وسأثبت لك ذلك"

بعد مرور عام قابلت فتاه تسأل على مدرج معين ، فتصادف
انه نفس المدرج الذي ابحث عنه ايضا ، ومنذ هذه اللحظه اصبحنا صديقات ... لا ترى إحدانا
إلا بصحبة الاخرى ، وإذا غابت إحدانا تكون الاخرى حزينة .... لقد كان يتم ضرب الامثال
بنا في الصداقة ..... حتى حدثت ظروف صحية لي ، وبسبب تلك الظروف لم استطع ان احصل جيدا
في الامتحان ، فنجحت هى بينما انا لا.

اصبحنا لا نتقابل كثيرا مثل الاول وذلك بحكم اننا
نختلف في السنه الدراسية، اصبح كلامنا قليلا ومقابلاتنا اقل ، شعرت انها تتجنبني ،
هل خافت ان احسدها .... لا بل على العكس تماما اقد فرحت جدا لنجاحها ، لقد كانت مثل
اختي تماما ... فهل سأحزن إذا نجحت اختي واصبحت من المتفوقات ...؟؟؟ بالطبع لا ، بل
سأفرح كثيرا .

بعد مرور نصف عام على هذا الوضع بيني انا وصديقتي....

في ذات يوم اتصل على هاتف صديقتي اجدها لا ترد ،
فهاتفها مغلق .... قلقت عليها ، بحثت عن رقم تليفون منزلها .... هنا تذكرت ان تلك النمره
كانت على هاتفي القديم وهو مكسور الان ، وفي ذروة الاحداث لم آخذ رقم هاتف المنزل بل
اكتفيت برقم هاتفها الجوال ... كل يوم كنت اتصل عليها وترد عليا نفس المرأة "
الرقم المطلوب مغلق او غير متاح ، اضغت رقم واحد لإرسال ميني كول "

كرهت تلك الرساله كثيرا ... ثلاث شهور لم استطع الوصول
لها بحثت عنها ... سألت زميلاتها ولكني كنت ارجع بخفي حنين ... لا شئ.

دعوت الله في صلاتي ان تكون بخير ، استمر هذا الحال
حتي اتى العام الدراسي الجديد ، فذهبت إلى الجامعه لأنهي بعض الاوراق الهامة لي ، كنت
أدعو الله بأن اراها صدفة ، لا اعلم كيف سأراها فهي قد تخرجت وانا مازلت طالبة ...
عندما كنت واقفه لأنهي اوراقي في مكتب شئون الطلبة ، سمعت صوتا ينادي بإسمي ... نظرت
لخلفي ... نعم إنها هي ... هاهي تأتي في اتجاهي تبسمنا لبعض .

قالت لي معاتبه :" أين أنتِ ؟, لقد اختفيت
."

قلت لها :" انا لم اختفي بل انتِ التي اختفيت
.. انا اتصلت بكي كل يوم ولكن هاتفك مغلق ، لم اوفق في العثور عليكي ، كل يوم يزداد
قلقي عن ال......"

قاطعتني ضاحكه :" اعتذر لكي ، لقد غيرت رقم
هاتفي ونسيت ان اتصل بك من رقمي الجديد"

نظرت لها بذهول غير مصدقه ... لقد نسيت هكذا ببساطه
... نسيت ... ما هذا ، يا له من عذر اقبح من ذنب .

اكملت حديثها :" انا اعتذر ، حقا لقد انشغلت
جدا ، وانتِ تعلمي ان خطيبي كان مسافرا وعاد من السفر مع قدوم شهر رمضان ، وهذا الذي
انساني"

نظرت لها وقلبي يتمزق من الداخل .... هل هذه الصداقة
... فليجيبني أحد .... هل هذه الصداقه ... نظرت لها وانا احاول بكل جهدي ان اكون متماسكة
:" حسنا انا ارى انك بخير و لله الحمد وهذا هو المهم ، لقد كنت اتصل عليكي لسببين
، الاول وهو أن أطمئن عليكي ،أما الثاني فهو كنت اريد ان اعزمك على حضور حفل زفافي
"

قالت لي :" حقا مبارك لكي ، حمدا لله انني رأيتك
اليوم حتي احضر حفل زفافك "

قلت لها وانا أريها يدي الشمال :" لقد تزوجت
وتمنيت ان تكوني معي ، انا الان اجهز الاوراق اللازمه لأنني سوف اسافر مع زوجي إلى
الخارج و عندما يحين موعد إختباراتي سوف أرجع "

لم تجب فبماذا ستجيب ... نظرت لها وقلت " وداعا
يا ...... صديقتي "

تركتها وانا حزينه ، هل اخطأت في شئ .. هي نسيت ان
تعطيني رقم هاتفها الجديد ... نسيت يالها من كلمه مكونه من اربعة احرف قتلت صداقتنا
.

هل أسامحها ..... صدقا لا اعرف إذا كنت استطيع أن
أفعل ذلك في الوقت الحالي .... لعل الزمن سيداوي ذلك فيما بعد......

*صديقتي ..... لم تعد كذلك*

صديقتي ..... لم تعد كذلك