فشلت مفاوضات القوى الكبرى مع إيران في حل الخلافات بشأن برنامجها
النووي ، واتفق الطرفان على اجتماع للمتابعة في إسطنبول يوم 3 يوليو/تموز
المقبل، في حين أكدت طهران تمسكها بحقها في التخصيب و"على جميع
المستويات".
وبعد يومين من المحادثات، صرحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد
الأوروبي كاثرين آشتون -التي ترأس وفدا يمثل الولايات المتحدة والصين
وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا- للصحافيين أن الهوة ما زالت كبيرة بين
مواقف الطرفين، بعدما وصفته بمحادثات صعبة وصريحة.
وأكدت أن محادثات على مستوى الخبراء ستجري في 3 يوليو/تموز في إسطنبول على أن يليها اجتماع عالي المستوى سيحدد تاريخه لاحقا.
وقالت آشتون إن القوى العالمية أعادت تأكيد مطالبها لإيران بوقف تخصيب
اليورانيوم إلى نسبة 20%، وشحن مخزونها من اليورانيوم المخصب بتلك النسبة
إلى خارج البلاد، وإغلاق منشأة فوردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى
أن "الخيار يعود إلى إيران".
وأضافت "نتوقع أن تقرر إيران هل هي مستعدة لإنجاح الجهود الدبلوماسية،
والتركيز على التوصل إلى اتفاق حول خطوات ملموسة لبناء الثقة وتبديد مخاوف
المجتمع الدولي".
وقالت آشتون إنه لأول مرة في المحادثات بين الجانبين، يناقش الجانب
الإيراني جوهر الأزمة، إلا أنها أوضحت أنه لا توجد أي مؤشرات على حدوث
اختراق في اجتماع موسكو.
وأضافت "في الجلسة الأخيرة، تحدثت مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد
جليلي حول حقيقة أنه لا يوجد أحد من المشاركين في المفاوضات يريد إجراء
المحادثات لمجرد إجرائها".
تمسك بالتخصيب
ومن جهته وصف جليلي جولة المحادثات بأنها أكثر
جدية وواقعية من الجولات السابقة، إلا أنه قال إن "الطرف الآخر يواجه الآن
خيار إنهاء مقاربته التي تعتمد على الطريق المسدود والتحرك باتجاه التعاون
مع الأمة الإيرانية".
وأضاف أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية لإجراء جولة جديدة من المحادثات بعد الاجتماع الفني بإسطنبول في 3 يوليو/تموز.
وأكد أنه أبلغ القوى الكبرى أن بلاده تريد اعترافا بحقها في تخصيب
اليورانيوم في جميع المستويات في أي اتفاق مستقبلي، ويجب أن يتضمن أيضا
تزويدها بشحنات خارجية من الوقود العالي التخصيب.
وخلال الجولتين السابقتين من المفاوضات، في إسطنبول في أبريل/نيسان ثم
في بغداد في مايو/أيار، افترق الطرفان على الإقرار بوجود خلافات.
وقد تترتب على فشل المحادثات عواقب سيئة، إذ إن الولايات المتحدة
وإسرائيل تلوحان مجددا باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف البرنامج
النووي الإيراني على خلفية اعتماد عقوبات جديدة.
وجرت محادثات موسكو قبل دخول حظر نفطي حيز التنفيذ في الفاتح من
يوليو/تموز يفرضه الاتحاد الأوروبي على إيران، وتشديد الولايات المتحدة
عقوباتها بفرض قيود على الدول التي تشتري النفط الإيراني.