“أنا أفكر إذًا أنا موجود”. على الرغم من أننا لا نعي دائمًا هذا الأمر ولكن كل لحظة في حياتنا تتأثر بأفكارنا. فخريطتنا الذهنية للحقيقة تساهم في طريقة تصرفنا وتأقلمنا مع محيطنا وتصوغها.
إن فهم كيفية تأثير الأفكار السلبية أو المعيبة على مشاعرنا وسلوكنا مكون أساسي لإدارة صحتنا النفسية. علم النفس المعرفي يشير إلى هذه الظاهرة بـ “فخاخ التفكير” التي نقع فيها. إليك لائحة بالأخطاء المعرفية (Leahy, 1996). حاولي تحديد الأخطاء التي قد تقعين فيها.
- قراءة الأفكار: تفترضين أنك تعرفين ما يفكر به الأشخاص من دون دليل كاف عن أفكارهم. مثلًا:”يعتقد أنني فاشلة”.
- التكهن: تتوقعين المستقبل، أن الأمور ستسوء أو أن هناك خطر محدق. مثلًا:”سأرسب في الامتحان” أو “لن أحصل على الوظيفة”.
- توقع الكوارث: تعتقدين أن ما حصل وما سيحصل سيكون مخيفًا ولا يطاق ولن تستطيعي تحمله. مثلًا:”سيكون الأمر فظيعًا إذا ذهبت إلى الحفلة”.
- الوسم: تنسبين سمات لنفسك وللآخرين. مثلًا:”أنا غير مرغوبة” أو “إنه شخص فظيع”.
- تنتقصين الايجابيات: تدعين أن الانجازات الايجابية التي حققتها أنت أو الآخرين تافهة. مثلًا:”هذه النجاحات سهلة لذا فليست مهمة”.
- تصفين السلبيات: تركزين على السلبيات بشكل خاص ونادرًا ما تنظرين الإيجابيات. مثلًا:”أنظر إلى كل هؤلاء الأشخاص الذين لا يحبونني”.
- أبيض أو أسود: ترين الأمور أو الأشخاص على أساس كل شيء أو لا شيء. مثلًا:”الجميع يرفضني” أو “كان كل ذلك مضيعة للوقت”.
- الواجبات: تفسرين الأحداث حسب ما يجب أن تكون ولا تركزين على ما هي ببساطة. مثلًا:”يجب علي أن أقوم بذلك بشكل جيد وإلا فأكون فاشلة”.
- إضفاء طابع شخصي: تلقين اللوم على نفسك بشكل غير متساو في الأحداث السيئة ولا تستطيعين رؤية حقيقة أن بعض الأحداث تسبب بها الآخرون. مثلًا:”انتهى زواجي بسببي”.
- اللوم: تركزين على الشخص الآخر كمصدر لمشاعرك السلبية وترفضين تحمل مسؤولية تغيير نفسك. مثلًا:”إنها السبب فيما أشعر به الآن” أو “والداي سببا كل مشاكلي”.
- مقارنات غير عادلة: تفسرين الأحداث وفق معايير غير منطقية مركزة بشكل أساسي على من هم أفضل منك وتحكمين على نفسك أنك الحلقة الأضعف في المقارنة. مثلًا:”إنها أنجح مني” أو “الآخرون فعلوا في الاختبار أفضل مني”.
- الندم: تركزين على فكرة كان يمكنك القيام بها بشكل أفضل في الماضي بدلًا من التركيز على أفضل ما يمكنك تقديمه الآن. مثلًا:”لو حاولت لكنت حصلت على وظيفة أفضل” أو “لم ينبغي علي قول ذلك”.
- ماذا لو؟: تطرحين سلسلة من الأسئلة حول “ماذا لو” حدث شيء ما ولا تقتنعين أبدًا بأي من الأجوبة. مثلًا:”نعم ولكن ماذا لو شعرت بالقلق؟” أو “ماذا لو لم أستطع التقاط أنفاسي؟”.
- التحليل العاطفي: تدعين عواطفك تقود تفسيرك للحقيقة. مثلًا:”أشعر بالاكتئاب، وبالتالي فإن زواجي لا ينجح”.
راقبي أفكارك عن قرب وتصدي للأفكار السلبية قبل أن تترسخ. الذهن ليس فقط عضلة بل هو يخلق العادات لذا كلما شجعت الأفكار الايجابية والمنطقية كلما كانت تفسيراتك أكثر دقة.